Search This Blog

Thursday, December 8, 2011

ديكتاتورية آدم

من خلال برنامج تلفزيوني تشاطر مع المشاهدين مفهوم الحرية ... لكلا الطرفين آدم وحواء

انحصرت الحرية في رأي الأغلبية لآدم الشرقي الذي يا حبذا لو ترك حواء في فناء المنزل بحرية من دون

الصراخ عليها طالبا منها الدخول الى قعر دارها كأبسط حقوقها بأن تتنفس الهواء النقي بعيدا عن الهواء الملوث المشحون في المنزل ...

تسائلت حينها لما جميع حقوق حواء مسلوبة منها خارجة عن طوع ارادتها تقتفي خطا آدم لتلبي طلباته على أكمل

وجه من دون أي ثغرة عند مجيئه تحتفي الورود بطريقه ...وتبتسم الشفاه رغم تعاستها... الشموع قد أضيئت

  والوسائد قد رتبت والطعام قد تكدست به البهارات لتضفي طعما لاذعا يلذع لسانه ويشحذه لاسماع أذن حواء

الانتقادات  اللاذعة ... كيف لا والفكرة التي تركزت بذهنه أن حواء للمنزل والمطبخ والعزائم ...

أين الحقوق التي نادى بها الاسلام  منذ زمن سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..  لا أخفيكم أن حواء قد

استولت على نصف المجتمع وأصبحت العنصر المهم والأساسي لكثير من الانجازات التي تفخر بها وتجعله

وساما يتوسم به مجلدها الأثري  ولكنها في نظر آدم مازالت هي حواء التي كلما علت في الأفق أوقعوها للواقع

المر الذي يعيشونه ... ومثلوها بتلك المقولة ((انه ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع ))) ...

عزيزي آدم نصيحة أزفها اليك من قلب حواء المكلوم اترك حواء تصول وتجول بمملكتها  ولطفا بالقوارير فانها

كالزجاج فلا ترميها

بحجر كلماتك واترك لها مساحة فضفضة  كلما تزاحمت العواطف بنفسها لجأت لمكمنها آدم لتلقي سيل همومها

في نهره الجارف ولا تقفل بابك حين تقبل اليك وتيقن أن باستطاعتك جلب سعادتك معها أو قلب كيانها لتحولك

الى صنم مهشم لا يقوى على الحراك يكسوه الغبار فلا تستهين بتلك المخلوقة الضعيفة وأعلم أنها من يتحكم بالضغط ... السكري والقلب ...

فلا تعبث معها فترفع ضغطك أجزم أنك  من جرائها  ستنقل الى غرفة العناية المركزة ... أو السكري ترحل فيها الى غيبوبة

المالانهاية أو القلب فتترحم الناس عليك ...

قد أعذر من أنذر أحذر من قنبلتها الموقوتة التي في أي لحظة ستدوي فيها  بأنين جراحك والتي سترسل روح العفو

الى السماء طالبا الرحمة والغفران ...

عذرا آدم كنت هنا قاسية معك ولكن اجعل قهوتك سكر زيادة في كل مرة تحتسي بها  القهوة مع حوائتك الهوائية... فهي الآن شكلت مناصب عالية تساوت بها معك فلهذا  كلما نطقت بهمساتك تأكد من أنك  خبأت سكرك في جيبك كمنقذ لك تحلي به لسانك قبل التفوه بكلمة في حضور سموها ...

في مضمار حديثي عن الحرية وفي قرننا هذا لا أظن أن العالم قد تفتحت زهوره لتنتشي حواء البدائية وتنقلها نقلة من حياة صغيرة منغلقة الى  عالم لا محدود لا يحيطه سور آدم فما زالت حواءات كثيرات يقبعن ضمن نطاق العبودية المتحجرة ضاربين عليها رفات الموت وهي مازالت في عداد الأحياء بعد تستنشق نسمة هواء نقي من ثقب دارها المظلم الذي ينبعث منه النور لساعات في اليوم يبشرها بيوم أفضل في الغد البعيد عند زوال الديكتاتورين الذين يحكمون عالمها الديموقراطي ...





No comments:

Post a Comment